الليلة .. الساعة التائهة بعد منتصف الحنين ... غصات
ممزوجة برائحة البكاء تسكن عقارب
الساعة, فتحة النافذة بدت ضيقة تخبأ خلفها عالم ضاق بقلوبنا على وسعه, أوجاع مبعثرة ملئت المكان ... ترنيمة لأحزان باقية وأحلام ماتت قبل أن تولد سكنت مسامعنا لم تجعل للنوم مكان على تلك الوسادة الباردة
الساعة, فتحة النافذة بدت ضيقة تخبأ خلفها عالم ضاق بقلوبنا على وسعه, أوجاع مبعثرة ملئت المكان ... ترنيمة لأحزان باقية وأحلام ماتت قبل أن تولد سكنت مسامعنا لم تجعل للنوم مكان على تلك الوسادة الباردة
هاهي أيدينا فارغة ... شئ ما كان يحمل بداخله اعتبارات
كثيرة ملئت حيلتنا بالأمل سقط منها
وكأن كل شئ يبعث لنا بدعوة للبكاء على حدود الحنين
في مثل هذه الليلة .. قبل سنين ليست بالبعيدة أو عدة
شهور قريبة مضت .. كان الوضع مختلف .. حيلتنا كانت مرسومة بنقوش متجانسة, العالم
خلف النافذة كان واسع وسع صدورنا وبقايا عطر الورود كانت تملاء المكان وكان للحروف
تغريد عذب وهمس ساحر يعد بفجر جديد يحمل معه الأمل لتحقيق الأحلام البعيدة
وأيدينا كانت تحمل بين أناملها ذلك الشئ الذي جعلناه
مفتاح لسعادتنا وبوابة لإحساس يقتحم الحدود
ما الذي جعل حياتنا السابقة الحاملة لحلم جميل داخل أروقة
النفس الواعدة بسعادة قادمة من الأيام والتي جعلتنا نغزل على أبواب الشتاء من خيوط
الوله أسرار ... تتحول إلى أيام يحكمها الملل طعنت قلوبنا بكتمان ألاه واحتبست أنفاسنا
في قفص الصمت لتجعل على وجوهنا بصمة حزن نحاول أن نخفيها بذلك الألم الصامت في عيون
تبتسم؟
انه ذلك الشئ الذي كان بأيدينا .. وسقط منها ولكن مازلنا
نراه أمام أعيننا أو في أيدي الآخرين ليضع على الجروح ملح ويجعل للحزن في حياتنا
قصة بلا عنوان ... جعلنا بين حناياه الكثير.. أمنية مكبوتة وأحلام جعلت للانتظار
معزوفة في صميم القلب وللسعادة لغة جديدة تقطر على حياتنا عطر الأبجديات
إنها النهاية ... ولكنها نهاية أجمل من البداية ..
فالبداية كانت سرابا عشقناه, نحن من جعلنا بأيدينا في ذلك الشئ مفتاح سعادتنا ليس
لسبب أقنعنا أو دليل اثبت لنا ن فيه سعادتنا .. والنهاية كانت حقيقة مرة صحيح إنها
جعلت لغة السعادة في خيالنا صماء وأضاعتنا بين دهاليز الحروف ومتاهة الكلمات وجعلت
قلوبنا عاجزة عن التفكير ألا أنها تبقى "حقيقة", الدليل الوحيد في
الحياة الذي يفيقنا من أوهامنا ويعيدنا إلى طريق الواقع ليكون لنا فرصة أن نبني
لحياتنا أحلام جديدة تستند على أساس حقيقي بعيد عن الأوهام
كل ذلك كان سحابة الم وغيوم حملت إلينا أمطار غسلت
قلوبنا من تراب الأوهام وفتحت أعيننا على حقائق لم يتسنى لنا أن نراها قبل اليوم
لا نستطيع أن نلوم أنفسنا على ذلك الألم الذي سكن قلوبنا
وكسر حاجز الحلم وعلى تلك الصرخات التي سكنت أعماق الصمت
فنحن بشر .. وهكذا خلقنا, نحزن عندما نفقد شئ أحببناه ونألم
عند ضياع حلم تمنينا أن نجد سعادتنا فيه
ولكن كل حياتنا التي مضت أثبتت لنا أن القدر دائما على
حق وأننا نحن من يخطأ .. وفي كل مرة يأخذ منا القدر شئ تمنيناه يبعث إلينا بعدها بأشياء
أجمل لو خيرنا في حينها لاخترناها .. ليثبت لنا أن للقسوة في بعض الأحيان حنان قد
تغمرنا به ذات يوم
***كتبت هذا الموضوع من اجل إنسانة غالية على قلبي … أتمنى
أن أكون قد تمكنت من إيصال إحساسها ووصف مشاعرها لأقول لبطلة الموضوع
"نهاية الأشياء ليست نهاية العالم فليس الكون هو
فقط ما تراه عيناك"