الخميس، 12 يوليو 2012

نهاية ... أجمل من البداية



الليلة .. الساعة التائهة بعد منتصف الحنين ... غصات ممزوجة برائحة البكاء تسكن عقارب
الساعة, فتحة النافذة بدت ضيقة تخبأ خلفها عالم ضاق بقلوبنا على وسعه, أوجاع مبعثرة ملئت المكان ... ترنيمة لأحزان باقية وأحلام ماتت قبل أن تولد سكنت مسامعنا لم تجعل للنوم مكان على تلك الوسادة الباردة
هاهي أيدينا فارغة ... شئ ما كان يحمل بداخله اعتبارات كثيرة ملئت حيلتنا بالأمل سقط منها
وكأن كل شئ يبعث لنا بدعوة للبكاء على حدود الحنين
في مثل هذه الليلة .. قبل سنين ليست بالبعيدة أو عدة شهور قريبة مضت .. كان الوضع مختلف .. حيلتنا كانت مرسومة بنقوش متجانسة, العالم خلف النافذة كان واسع وسع صدورنا وبقايا عطر الورود كانت تملاء المكان وكان للحروف تغريد عذب وهمس ساحر يعد بفجر جديد يحمل معه الأمل لتحقيق الأحلام البعيدة
وأيدينا كانت تحمل بين أناملها ذلك الشئ الذي جعلناه مفتاح لسعادتنا وبوابة لإحساس يقتحم الحدود
ما الذي جعل حياتنا السابقة الحاملة لحلم جميل داخل أروقة النفس الواعدة بسعادة قادمة من الأيام والتي جعلتنا نغزل على أبواب الشتاء من خيوط الوله أسرار ... تتحول إلى أيام يحكمها الملل طعنت قلوبنا بكتمان ألاه واحتبست أنفاسنا في قفص الصمت لتجعل على وجوهنا بصمة حزن نحاول أن نخفيها بذلك الألم الصامت في عيون تبتسم؟
انه ذلك الشئ الذي كان بأيدينا .. وسقط منها ولكن مازلنا نراه أمام أعيننا أو في أيدي الآخرين ليضع على الجروح ملح ويجعل للحزن في حياتنا قصة بلا عنوان ... جعلنا بين حناياه الكثير.. أمنية مكبوتة وأحلام جعلت للانتظار معزوفة في صميم القلب وللسعادة لغة جديدة تقطر على حياتنا عطر الأبجديات
إنها النهاية ... ولكنها نهاية أجمل من البداية .. فالبداية كانت سرابا عشقناه, نحن من جعلنا بأيدينا في ذلك الشئ مفتاح سعادتنا ليس لسبب أقنعنا أو دليل اثبت لنا ن فيه سعادتنا .. والنهاية كانت حقيقة مرة صحيح إنها جعلت لغة السعادة في خيالنا صماء وأضاعتنا بين دهاليز الحروف ومتاهة الكلمات وجعلت قلوبنا عاجزة عن التفكير ألا أنها تبقى "حقيقة", الدليل الوحيد في الحياة الذي يفيقنا من أوهامنا ويعيدنا إلى طريق الواقع ليكون لنا فرصة أن نبني لحياتنا أحلام جديدة تستند على أساس حقيقي بعيد عن الأوهام
كل ذلك كان سحابة الم وغيوم حملت إلينا أمطار غسلت قلوبنا من تراب الأوهام وفتحت أعيننا على حقائق لم يتسنى لنا أن نراها قبل اليوم
لا نستطيع أن نلوم أنفسنا على ذلك الألم الذي سكن قلوبنا وكسر حاجز الحلم وعلى تلك الصرخات التي سكنت أعماق الصمت
فنحن بشر .. وهكذا خلقنا, نحزن عندما نفقد شئ أحببناه ونألم عند ضياع حلم تمنينا أن نجد سعادتنا فيه
ولكن كل حياتنا التي مضت أثبتت لنا أن القدر دائما على حق وأننا نحن من يخطأ .. وفي كل مرة يأخذ منا القدر شئ تمنيناه يبعث إلينا بعدها بأشياء أجمل لو خيرنا في حينها لاخترناها .. ليثبت لنا أن للقسوة في بعض الأحيان حنان قد تغمرنا به ذات يوم



***كتبت هذا الموضوع من اجل إنسانة غالية على قلبي … أتمنى أن أكون قد تمكنت من إيصال إحساسها ووصف مشاعرها لأقول لبطلة الموضوع
"نهاية الأشياء ليست نهاية العالم فليس الكون هو فقط ما تراه عيناك"


الاثنين، 4 يونيو 2012

حروف من نظرات

بين زحمة الحروف وضجيج الحوارات وثرثرة الكلمات المتباينة مابين الصدق والأكاذيب

هناك من تتحدث إلينا بصمت يلهم شفافية الإحساس ويرسم لوحة لحقيقة الواقع على حافة الخيال
تتحدث عندما تفوق آلامنا أي تعبير وترتقي مشاعرنا فوق مستوى الكلمات وتتيه أفراحنا في حيرة العبارات
أحاديثها طريق معبد لخطوات تتعثر خجلا وسكن دافئ لقلوب أثلجها الاشتياق ووطن لمشاعر تائهة في دنيا الخوف وصدى لأوجاع مخنوقة في صندوق الأحزان
من هي تلك الصامتة التي تغنى بسحر حديثها الشعراء وملكت ببراءة إحساسها القلوب وسقطت على الروح مثل قطرات الندى الباعثة للأمل؟
وماهي لغتها المفقودة مابين سكون الصمت وغربة الكلمات؟
إنها العيون ... المتحدث الرسمي باسم القلوب,تجعل لموت الكلمات على شفاهنا حياة
على وترها الحساس كان للحرف عزف وللصمت سيمفونية ساحرة
لغة العيون يفهمها جميع المتحدثون بأي لغة في العالم ويتفنن في سماعها كل من لا ينطق ولا يسمع
هي صمت يتحدث بأبلغ الكلمات...تبعث برسائل لم يحملها البريد يوما
هي قصة تروى بشفافية الصدق ورقة التعبير
عيوننا ... مرآة قلوبنا ... تتحدث عندما تخرس الألسن وتتيه الحروف في عتمة الكلمات وتضيع العبارات في طرق الحيرة
هناك..على مرفأ الإحساس حيث تتراقص أحلام البراءة بأنغام الحب على أوتار الصدق سيكون للعيون وطن وسيكون لصمتها صدى يخبرنا بان ليس هناك في وطنها للكلمة نهاية وليس هناك فيها للكذب دنيا
وان للحديث بقية حتى وان صمتت الأفواه وغاب عن المسامع وقع الكلمات فان صدى لغتها مازال يطرب دنيانا ومازال للقلوب آذان تسمع صداها الصامت

نحن .... بين حلم حلمناه وواقع عشناه

ها قد أشرق نهار يوم جديد ومر الشتاء تلاه الربيع ثم انتهى الصيف والخريف... ونحن مازلنا نعيش في ارجوحة الأيام التي أحيانا ترتفع بنا إلى الأعلى وأحيانا أخرى تنزل بنا إلى الأسفل وفي بعض الأحيان تقف بنا في سكون قد يسبق العاصفة
قد تمر بنا لحظات يحيك لنا القدر فيها النور بخيوط من الضوء ثم تليها لحظات يطفئ فيها القدر بستار ليله مشكاة ذلك النور
أحيانا نرى الشوك قد زرع في قلب الزهور وأحيانا أخرى نرى أن الزهور هي من توسط في قلب الأشواك كي ستنسينا الم الأشواك بنسمات تسكن أنفاسنا
هكذا نحن .... فنحن بشر مهما اختلفت تفاصيلنا إلا أننا نشترك في ارجوحة واحدة لابد من أن تنزل بنا إلى أسفل كي يمكنها أن ترفعنا إلى أعلى... ولكل شئ تجعلنا نعيشه ثمن نسحبه من رصيد أيامنا وغاية قد ندركها في حينها أو قد تثبتها لنا الأيام فيما بعد
فنحن نعيش ...
كي نصنع من اللاوجود وجود في عالم تتلاقى به الأرواح مع بعضها بصدق لتطير في فضاء من التغيير والارتقاء صنعناه بأيدينا
نحن نحب ...
كي نسطر في صفحات أيامنا حروف لا تعرف الموت تجعل لعيشنا معنى يستحق ان يعاش
نحن نتألم ...
كي يكون لذلك الإحساس في حياتنا قيمة ندركها ونستطيع استشعارها اذا ما لامست قلب أحببناه أو روح تسببنا في إيصاله لها بدون قصد
نحن نجرح ...
كي نتعلم كيفية الحصول على دواء نداوي به جراحنا عندما تنزف
نحن نفرح ...
كي يكبر في قلوبنا ويطبع في ذاكرتنا إحساس جميل أحسسناه عندما حصلنا على شئ تمنيناه أو حب انتظرناه أو سلم صعدناه أو موقف اثبت لنا وفاء شخص أحببناه أو أي شئ يلامس الروح بشعور لا يمكن أن ننساه
نحن نحزن ...
كي نتذوق للفرح في حياتنا طعم ثاني يجعلنا نبدأ من جديد
نحن نتذكر ...
كي يكون لأصحاب الفضل علينا في أرواحنا سكن ونحفظ ذكرياتنا الجميلة في صندوق الذكريات داخل حجرة في قلب الفؤاد
نحن ننسى ...
كي نسامح ونغفر لقلوب طالما أحببناها وكي نغفل عن الآلام وأوجاع وجدنا في حينها أننا لن نستطيع أن نكمل حياتنا بوجودها
نحن نضحك ...
كي نرسم على وجوهنا فرحة تركت في أرواحنا بصمة لن تزول
نحن نبكي ...
كي نعبر عن إحساس داخلنا عجز اللسان عن وصفه
نحن نخطئ ...
كي يتسنى لنا أن نعرف ما هو الصواب
وبعد كل ذلك نحن نموت ...
كي نذهب إلى عالم أجمل من عالمنا, عالم أرضه الحق وسماؤه العدل وأنفاسه رحمة تغلغلت بين جزيئات أرواحنا


























شكرا إلى .... كل شئ




في حياتنا هناك أشياء أسدلت على أعيننا ستار اسود اظلم أنظارنا وحجبها عن الأنوار المشرقة في وضح النهار, أشياء كانت كأحمال ثقيلة حملناها على أكتافنا, أثقلت خطانا وأطالت علينا الطريق,أشياء كانت كأوراق قادمة مع رياح من الأمس لم
تطوى بعد ,نقراها على وجه المرآة وفي أعين الآخرين,قد تكون تلك الأشياء لحظات مرت علينا وسنين عزفت بأيامنا عزف من نوع آخر مازالت أنغامها الحزينة ساكنة في مسامعنا..وقد تكون أحاسيس عانت معنا وسكنت في قلوب أرهقها نبضها وأتعبتها
إحزان مكتومة تطالب بالفرار ,وقد تكون جروح قديمة أتتنا من الخلف واستقرت في كياننا كأشواك ناعمة تداعبنا بألمها بعيدة عن الأنظار ولا تنتزع بالأيدي
أشياء عانيناها كثيرا ولمناها كثيرا وكتبنا فيها قصائد هجاء على أنغام بكاء الخريف
بعزف من الدموع ,الآن ها قد آن الأوان لنعترف لها بالجميل ونعيد إلى أعيننا تلك
الأنوار المشرقة فوق قوس القمر لنقول لتلك الأشياء "شكرا لك"
شكرا إلى "الماضي" فهو تاريخ لحقيقة عشناها ومرآة لواقع نحياه الآن, هو حروف يسكنها حنين الأمس بلمحة من الشوق بحلوه ومره,فحلوه كان "ذكريات جميلة" تبعث إلينا عطر برائحة السنين للحظات ملاءتنا فرحا وزرعت بقلوبنا باقة من الأزهار تبعث إلى أنفاسنا عطرها على مدى السنين فتطير بنا في أجواء الذاكرة
لنعود بإحساسنا إلى تلك الفرحة لنحياها من جديد ,ومره كان "ذكيات حزينة" كانت كعكاز منحته لنا الأيام كي نتمكن من الوقوف عندما نقع ونسير بخطواتنا إلى الأمام لنكمل تحقيق حلم قيد الانتظار وندرك حقيقة إننا حتى لو رسمنا على لوحة مرسومة بفن الجروح إلا انه مازال بأيدينا دواء من قوة الأمل لعلاج تلك الجروح
شكرا إلى "الألم" فبه عرفنا إحساس صعب تعهدنا أن لا نتسبب به لأحد في يوم من الأيام وقد كان دليلنا على أماكن لحفر كانت في طريقنا ولم نراها كي لا نقع بها مرة أخرى
شكرا إلى "أشخاص أحببناهم وجرحونا" لأنهم جعلونا ندرك أننا نهب الحب لمن لا يستحقه ونودع الثقة الغالية في غير موضعها...فالثقة حجرة كريمة لا يجب أن تعطى
إلا لمن يقدر قيمتها ,كل تلك كلمات كان لها بالأمس معنى والآن لها معنى آخر
فالماضي ها هو الآن تجارب عشناها في أيامنا الماضية رسمت لنا طريق معبد
يولد من رحم الألم وكأننا عندما نموت نولد من جديد
وكل جرح أتانا من قلب لم نتوقعه جعلنا نعرف وهاهو الأمل كيف نميز بين أشخاص أحبونا بصدق وأشخاص ليس لنا من محبتهم سوى بضع كلمات مكتوبة على قصاصات من الورق في مهب الريح
فشكرا إلى .... كل شئ
 

 
لغة المشاعر © 2007 Template feito por Áurea R.C.