الاثنين، 4 يونيو 2012

شكرا إلى .... كل شئ




في حياتنا هناك أشياء أسدلت على أعيننا ستار اسود اظلم أنظارنا وحجبها عن الأنوار المشرقة في وضح النهار, أشياء كانت كأحمال ثقيلة حملناها على أكتافنا, أثقلت خطانا وأطالت علينا الطريق,أشياء كانت كأوراق قادمة مع رياح من الأمس لم
تطوى بعد ,نقراها على وجه المرآة وفي أعين الآخرين,قد تكون تلك الأشياء لحظات مرت علينا وسنين عزفت بأيامنا عزف من نوع آخر مازالت أنغامها الحزينة ساكنة في مسامعنا..وقد تكون أحاسيس عانت معنا وسكنت في قلوب أرهقها نبضها وأتعبتها
إحزان مكتومة تطالب بالفرار ,وقد تكون جروح قديمة أتتنا من الخلف واستقرت في كياننا كأشواك ناعمة تداعبنا بألمها بعيدة عن الأنظار ولا تنتزع بالأيدي
أشياء عانيناها كثيرا ولمناها كثيرا وكتبنا فيها قصائد هجاء على أنغام بكاء الخريف
بعزف من الدموع ,الآن ها قد آن الأوان لنعترف لها بالجميل ونعيد إلى أعيننا تلك
الأنوار المشرقة فوق قوس القمر لنقول لتلك الأشياء "شكرا لك"
شكرا إلى "الماضي" فهو تاريخ لحقيقة عشناها ومرآة لواقع نحياه الآن, هو حروف يسكنها حنين الأمس بلمحة من الشوق بحلوه ومره,فحلوه كان "ذكريات جميلة" تبعث إلينا عطر برائحة السنين للحظات ملاءتنا فرحا وزرعت بقلوبنا باقة من الأزهار تبعث إلى أنفاسنا عطرها على مدى السنين فتطير بنا في أجواء الذاكرة
لنعود بإحساسنا إلى تلك الفرحة لنحياها من جديد ,ومره كان "ذكيات حزينة" كانت كعكاز منحته لنا الأيام كي نتمكن من الوقوف عندما نقع ونسير بخطواتنا إلى الأمام لنكمل تحقيق حلم قيد الانتظار وندرك حقيقة إننا حتى لو رسمنا على لوحة مرسومة بفن الجروح إلا انه مازال بأيدينا دواء من قوة الأمل لعلاج تلك الجروح
شكرا إلى "الألم" فبه عرفنا إحساس صعب تعهدنا أن لا نتسبب به لأحد في يوم من الأيام وقد كان دليلنا على أماكن لحفر كانت في طريقنا ولم نراها كي لا نقع بها مرة أخرى
شكرا إلى "أشخاص أحببناهم وجرحونا" لأنهم جعلونا ندرك أننا نهب الحب لمن لا يستحقه ونودع الثقة الغالية في غير موضعها...فالثقة حجرة كريمة لا يجب أن تعطى
إلا لمن يقدر قيمتها ,كل تلك كلمات كان لها بالأمس معنى والآن لها معنى آخر
فالماضي ها هو الآن تجارب عشناها في أيامنا الماضية رسمت لنا طريق معبد
يولد من رحم الألم وكأننا عندما نموت نولد من جديد
وكل جرح أتانا من قلب لم نتوقعه جعلنا نعرف وهاهو الأمل كيف نميز بين أشخاص أحبونا بصدق وأشخاص ليس لنا من محبتهم سوى بضع كلمات مكتوبة على قصاصات من الورق في مهب الريح
فشكرا إلى .... كل شئ
 

0 التعليقات:

 
لغة المشاعر © 2007 Template feito por Áurea R.C.