الاثنين، 16 أغسطس 2010

الماضي سر سكن قلب البحر


جلست أتصفح صفحات الماضي...فقلبت الصفحة الأولى ثم الصفحة التي تليها فالتي تليها فالتي تليها....فوجدتها
صفحات بيضاء مرسوم في قلبها لوحات منسوجة من نسج الجمال،ماءها كان سيل من التضحية جاري لانقطاع فيه،هواءها كان نسمات من الحب داخلة مع الأنفاس،روحها كانت نبضات من الوفاء الخلد المانح للحياة،أزهارها كانت وجوه تعودت عيناي على رؤيتها،وجوه طالما كانت بجانبي،طالما أحببتها وأحبتني وجوه ملكتها الأمل والثقة والأمان وكل الأيام الجميلة
انقضت تلك الصفحات البيضاء بسرعة ولم لجد نفسي إلا وأنا أمام صفحات عكر الهجر بياضها واختفى كل الملامح الجميلة التي سكنتها،فجف ماء التضحية الجاري فيها واختنق هواء الحب في أنفاسها وتوقفت نبضات الوفاء في روحها،أما أزهارها فقد ذهبي ورحلت الى حيث اللاعوده،أزهارها أنهت كل شئ بعد أن أزالت من عليها القناع الزهري
بدأت اقلب تلك الصفحات القاسية المعكرة..الصفحة تلو الصفحة تلو.... وأنا بانتظار انتهائها،منذ سنين وأنا بانتظار عودة صفحات الماضي البيضاء،بانتظار المستحيل لأنها ذهبت ولن تعود ابدآ،أماتتها قسوة أزهارها ونفتها إلى الأمد البعيد الذي لاعودة منه
طالما اشتقت لها ولسراب أيامها،ولكن كيف لها أن تعود بعد أن بتر الوفاء من قلبها وحول الهجر نهر التضحية فيها إلى سيل من الحبر المعكر
الماضي مثل البحر يكون في فترة من الأوقات في قمة رقته،نشعر وكأنه يأخذنا بأحضانه الدافئة وينتزع الألم من قلوبنا بصدره الواسع ويروي أرواحنا بنقاء مياهه الصافية،ثم فجأة ومن دون سابق إنذار تعلو أمواجه وتهيج فترطمنا بأقسى الصخور  وتجرف بنا الى أعماق الحزن وتملاء قلوبنا بذعر الظلام وتحطم سفينة حياتنا التي قد توصلنا الى ساحل الأمان وتأخذ بين حناياها كل ما هو غالي
ولكننا بالرغم من ذلك لم نستطع ترك حب البحر وشوقنا إليه،ما إن نهدأ حتى نعود الى الاشتياق لأحضانه وصدره الكبير ومياهه الصافية،نشتاق إليه بكل الشوق الذي في الدنيا وما إن نراه حتى نتذكر كل شئ غالي أخذه من وكل القسوة التي غمرنا بها فنبقى نعاني من هذه المعادلة الصعبة قلا نحن نستطيع نسيانه وترك حبه ولا نحن نستطيع نزع وجعه من قلوبنا
الماضي الجميل الذي أمات قلوبنا كالبحر الجميل الذي اخذ منا كل غالي،فلو أتى يوم واستطاع البشر تجاهل البحر لتمكنا في حينها من تجاهل الماضي ونسيانه وحينها فقط ستحل المعادلة الصعبة التي هي في الحقيقة المعادلة المستحيل حلها
شيئان لا يمكن تغيرهما ابدآ...الماضي والحب الحقيقي فكيف لو كان ذلك الحب الحقيقي قد نسج على صفحات ذلك الماضي وحفر على سطوح جزيئاته!!
كيف للقلوب الوفية أن ترمى بقلب النيران وكي بالطيبة أن تجازى بالنسيان،أين هو العدل في هذا الزمان؟!... ولكنها محكمة القدر التي قاضيها إنسان ككل البشر...الحكم فيها للبرئ من دون دليل ادانه ومحاميها خاسر دائما لدفاعه عن برئ أمام قلوب جبانة...الحكم لكل برئ فيها واحد ليس له وجهان،إعدام القلب وسجن المشاعر خلف القضبان
كنت مخطئه عندما جعلت قلبي من زجاج لأني لم انتبه إلا إلى نقاء الزجاج وشفافيته ولم أرى الحجارة التي في أيدي البشر ونسيت حقيقة انه عندما يكسر فلا يمكن مداواة جرحه من جديد
 ولكن مهما قست القلوب وأزال الضباب صفاء الأيام لابد من وجود تلك القلوب النقية حتى لو كانت نادرة فالليل بالرغم من سواده وظلامه إلا أن نجومه اللامعة وقمره المضئ يضفون له

سحر نعشقه ويجدد فينا الأمل بسكونه فلولا هذه القلوب النادرة لما تمكنا من العيش في دنيا سوداء،ولولا ندرة اللؤلؤ لما خضنا أعماق البحار للبحث عنه

 

توأم الروح

الى التي دخلت حياتي
وأدخلت معها الفرح والسرور
الى صديقة لولا وجودها بقربي
لكنت الآن ميتة حتى وان كنت بين الأحياء أدور
 لاتنسي صديقة لك أحبتك
وكنت في قلبها الدفئ والحنان والقلب الغيور
عديني أن لا تبعدي عني
ولا تفرقنا الأيام والدهور
ولا يمنع عيني من رؤية نورها
إلا الموت بخافيه المستور
وحتى بعد الموت...
سيكون جسدي في قبري
ولكن روحي ستبقى للأبد لقلبك وروحك تزور
ما كنت لأعيش بدونك
فهل يبصر الحي من دون ضوء ونور؟
تذكري صديقة كنت لها
الزمان والمكان وكل ما في اللغة من أزمنة وبحور
ماذا أقول لك ياتوأم الروح
صديقتي أم أختي أم قمر أنار سماء العصور
سأبقى أذكرك قي حياتي
وأبقى أذكرك مادامت عقارب الساعة تدور
وان غيب الثرى جسدي
فان روحي في روحك مثل طيب العطور
فليس هناك قوة تستطيع أن تغيب الشمس وقت شروقها ولا تغيب قلبا فيه الوفاء مطمور
فما معنى الحياة إن لم يكن في القلب حب محفور؟
فيا سندي في حياتي
إذا ما الزمان اظهر لي أنيابه والشرور
تذكري هذه الكلمات التي كتبت من قلب
لوا ستطاع لخرج من مكانه وارتمى بدل القصيدة في يديك وأعماق الصدور
هذا مبدأي في الحياة
فالعمر من دون حب وصداقة عمر محضور
فكنت أنت يسري وجاهي
وأنت الحب وأنت الصداقة وأنت العمر المنظور
 
 

نبض القلوب الحالمة

سألت الحب يوما،أي كائن أنت؟
كلما عرفك الناس أكثر ازدادت بمعرفتك الأسرار
إن احتضن سواد الحزن كبد الليالي
وعاندك القدر..تجاوزت كل الأقدار
وان قلنا نسيناك يوما،وجدناك
تجري في دماءنا مجرى مياه الأنهار
أجابني:أنا لحن من الخلود أزهر
للدنيا حياة وعزف على كل الأوتار
أنا دمعة شوق سالت، تنادي
غالي أبعدته خطى الأسفار
أنا بذور إخلاص نقيه زرعت
تربتها جدار قلوب أناس أخيار
أنا قلب سكن الكبير والصغير
أنا نبض يحيا في كل الأعمار
أنا يد امتدت في لحظة
ضعف،أنا القوة بعد الانكسار
أنا الماضي... أنا الحاضر
أنا روح سكنت حتى الأحجار
أنا كلمة صدق نطقت
ونقشت في بيوت كل الأشعار
أنا نجم تصدر كل الصحف
أنا عنوان جميع الأخبار
أنا الزمان أنا المكان..لولا
وجودي لما تمكنت الدنيا من الاستمرار

علامة استفهام

حياتنا مليئة بمواقف،أحيانا تكون ملونة بألوان الزهور وأحيانا يكسوها غبار من الرماد وانعكاس من سواد الليل... نخرج من تلك المواقف أحيانا منتصرين وأحيانا مهزومين وأحيانا نقف أمام تلك المواقف متسائلين تساؤلات كثيرة،تمتلئ حياتنا بتلك التساؤلات،قد نجد لها إجابات وقد لانجد لها أي أجابه وقد نجد تلك الإجابات ولكن بعد فوات الأوان،فتتحول حياتنا إلى سلسلة من علامات الاستفهام التي تملاء أيامنا وتسير أمامنا في دروب العمر
علامة استفهام لن نجد لها أجابه ابدآ
عندما نعيش الطيبة فتقابل طيبتنا بالغدر،نعطي كل ما نملك من الحب فنهدى كل أصناف القسوة،نسابق بالتضحية وعندما نحتاج ليد تمد لنا نجد كل الناس قد أعطونا ضهورهم... فنتساءل
هل الطيبة في هذا الزمان صفة تعيبنا...وهل يمكن للناس أن تعلو بالباطل وتدوس بأقدامها على أنفاس الحق من اجل مصالحها؟
علامة استفهام قد ندركها ولكن بعد فوات الأوان
عندما تتملكنا لحظة غضب فتجعلنا كبريائنا نتمسك بخلاف بسيط بيننا وبين من نحبهم بكل ماتحوي قلوبنا من حب فنجد أنفسنا نحن الطرفين بعد فوات الأوان قد خسرنا حب كبير يعلو بأيامنا بأسمى أهداف الحياة ويغمرنا بعبق من ألطف عطور الأزهار وذلك لسبب تافه أعمى أعيننا عن نور الحب وضياء التسامح وبريق الصفح........فنتساءل
لماذا كل ذلك حصل؟
علامة استفهام يجرحنا التفكير بها
عندما يغرز بظهورنا خنجر مسموم من أحب الناس إلينا ونجدهم قد رحلوا واخذوا معهم كل الأمان الذي في قلوبنا وتركوا لنا تركه كبيرة من الذكريات فنعيش كل لحظة في حياتنا ونحن نتذكر كل تلك الأيام الماضية ونحن نعلم أنها لم يعد لها مكان في تفكيرهم،نتذكرهم فنذرف على فراقهم سيل من الدموع ونحن نعلم أن أعينهم لم تعد ملجأنا الآمن،نتمسك بمبادئنا القائمة على الوفاء المطلق ونحن نعلم أنهم طعنوا قلوبنا بسكين ملطخة بدماء الغدر
فنجد اللوم يأتينا من كل ناحية،الجميع يلوموننا لأننا نعطي الوفاء امن حرقوا أيامنا بنار الخيانة،يلوموننا لأننا نزرع الزهور النبيلة بتربه مليئة بالسموم،يلوموننا لأننا نظلم قلوبنا بعد أن ظلمها من نحب...فنتساءل
هل نحن على حق أم اللائمين؟
علامة استفهام ندرك صحتها ولكن نخشى دائما الاعتراف بها
عندما نجرح إنسان غالي فيمنعنا كبريائنا من الاعتراف بما اقترفتاه وفي يوم نحتاج الى من يساندنا فنجد ذلك الإنسان الغالي أول من يمد يده لنا ليساعدنا على النهوض من جديد بقوة تسامحه...فنتساءل
ترى هل نحن مخطؤن حقا؟
أيامنا مليئة بعلامات الاستفهام التي قد لا نتمكن من إحصائها،فعلامات الاستفهام إن وجدنا لها أجابه وان لم نجد لها أجابه وان وجدنا إجابتها بعد فوات الأوان فجميعها ترتفع بنظرتنا للحياة الى أفق واسع المدى يفتح لنا أبواب كثيرة وتساؤلات أكثر ننقي بها أيامنا بنقاء الأزهار ونمحي بها أخطاءنا بقوة الاعتراف السامي بأنفسنا إلى مدارج السماء وتلون حياتنا ببياض حمامة السلام واحمرار زهور الحب ونقاء زرقة سماء التضحية...وحتى علامات الاستفهام التي ندركها ونخشى الاعتراف بها فيكفي أننا اعترفنا بها في داخل أنفسنا

 
لغة المشاعر © 2007 Template feito por Áurea R.C.