الاثنين، 16 أغسطس 2010

همسات قاسية



بشروق شمس الصباح الساحرة استيقظت على لمسات رقيقة من أشعتها الذهبية التي دخلت من نافذتي الصغيرة،
استيقظت فبدا كل شئ جميلا،أصوات العصافير كانت تملاء المكان أجمل من أجمل موسيقى
نهضت من سريري لأغير ملابسي والملم شعري،ثم عزمت على مغادرة الغرفة
وما إن غادرتها حتى انقطعت عن بصري كل الصور الجميلة وكأنني خرجت إلى عالم يعج بالمشاكل والفوضى، ثم سرت في الشوارع الضيقة على الرغم من مساحتها الكبيرة،المظلمة على الرغم من شمسها الساطعة،لان الناس وضعوا على شمسها الجميلة ونورها البراق حجا حتى بدا لي الناس كلهم متشابهين،كنت امشي وارى الناس جميعهم يمتلكون وجها واحدا وملامح واحدة لا فرق بين خيرهم وشريرهم،لا فرق بين الطيب والقاسي فيهم، ولكن على الرغم من قلة الطيبين فيهم إلا أنهم موجودين ولكن كيف الاستدلال عليهم؟أين هم من كل هذه الوجوه؟ وكيف يمكن الوثوق بطيبتهم؟ لقد صعب في هذا الزمان التفريق بين الناس ووجوههم متشابهه
لم أكن أرى سوى وجوه متشابهه وتبرز من بينهم وجوه أطفال جميلة مختلفة الألوان تحمل بين ملامحها كل البراءة التي لا يعرفها الكبار،تخرج الابتسامة من شفاههم مثل البلسم وتملاء الدنيا بصوت ضحكاتهم الرقيقة وتخرج الفرحة من قلوبهم الطاهرة النقية التي لا تعرف الكذب
ولكن لابد لهؤلاء الأطفال أن يأتي عليهم يوم ويصبحوا كبار ويفقدوا براءتهم وتتشابه ملامحهم،من السبب في كل هذا؟هل هم الكبار...أم الزمان...أم الدهر...أم الظلم الذي يسكن قلوب الناس؟
عجبا لكل هؤلاء الناس يتلذذون في العيش في حرب،لماذا عندما يريدون دخول الجنة لابد من ان يدخلوا غيرهم النار؟لماذا تعجبهم الوحدة؟لماذا الفرحة عندهم لا تتم إلا إذا فرحوها وحدهم؟لماذا التضحية التي هي من أنبل صفات الإنسان بالنسبة لهم ضعف؟
يا لهم من ضعفاء!فليس هناك احد في هذه الدنيا يحصل على القوة وهو لوحده،من دون احد يشاركه هذه الحياة ويقويه عليها،فكل ما يصدر منهم هو من تلك القلوب الضعيفة التي تسكن قلوبهم
الفرحة نحن من يصنعها بأيدينا،نستطيع بقلوبنا الصافية وضميرنا الصاحي أن نصنع الفرح لنا ولغيرنا،نستطيع أن نجعل هذه الحياة جنة ونستطيع أن نردع الحزن والانكسار عن طريق المحبة بيننا التي نتوجها بالوفاء،الوفاء الذي عن طريقه نستطيع أن نقلب لحظة الانكسار إلى قوة بمن يحبوننا ويقفون إلى جانبنا في أصعب اللحظات، ففي ذلك الوقت تهون أي مصيبة مهما كانت كبيرة
ولكن الناس هم من اختاروا ذلك بأيديهم،اختاروا مبدأ القوي يأكل الضعيف،اختاروا ان تكون هذه الحياة غابه والفوز فيها للأقوى حتى أصبح الطيبون القليلون قيها فريسة سهلة المنال لهؤلاء القساة الذين يملؤن المكان
فهل سيأتي يوم وسيزول هذا الكابوس وتعود الحياة إلى سابق عهدها،يعود ذلك البيت الصغير الدافئ الذي يضم الناس مع بعضهم ويغمرهم بالحب إلى نهاية حياتهم؟
لكن متى سيأتي ذلك اليوم؟
وهل سيأتي حقا؟
 
 
 
 

 
 

0 التعليقات:

 
لغة المشاعر © 2007 Template feito por Áurea R.C.