الاثنين، 16 أغسطس 2010

دنيا الأمس بين أحضان الحاضر

إن فتحنا صندوق ذكرياتنا سترسم في أعيننا عجائب ماضينا،سنجد كل ما فات ومضى يحمل بين أنفاسه كل ما هو آتي،أيام عشناها ولحظات سعيدة ملأتنا فرحا،أوقات حزينة أسالت في قلوبنا انهار من الدموع
سنجد أنفسنا نسير على حبل متين يربط بين ماضينا وحاضرنا الذي نعيشه الآن،وسنرى على جدران الصندوق رسمه لم تكتمل لنجد أن اكتمال تلك الرسمة منقوش على جدران أيام نحياها الآن،وسنقرأ في ذلك الصندوق ألف سؤال إجابته خرساء لنوقن أننا عشنا تلك الإجابات في حاضرنا بحلوها ومرها لتكون في حياتنا معلومات لأشياء مجهولة ولكنها الآن أصبحت تنير حياتنا بأنوار تملاء سماءنا
سنجد أشياء جميلة خسرناها بأيدينا وأشياء جميلة أخرى لا زالت تبعث لحاضرنا همسات من الأمس
إن أمعنا النظر إلى قلب الصندوق سنجد فيه أماكن مازلنا نراها في ساعات حاضرنا،تلك الأماكن ما هي إلا بقايا ذكرى جميلة ما زالت موجودة كآثار نفتخر بها كلما رأيناها
قد نمتلك أشياء جميلة في حياتنا،نكون سعداء بامتلاكها،متمسكين بها بأيدينا من دون أن يأتي إلى فكرنا احتمالية فقدها،ولكننا إذا لم ننتبه إلى ما يجعلنا نغفل عنها فإننا من دون أن نعي سنجدها قد فلتت من أيدينا وضاعت،قد لا نتمكن من استرجاعها وقد نعيش حياتنا نادمين على التفريط بها، فنجد ذلك الحبل المتين الذي كنا نسير عليه ملفوف على رقابنا،يذكرنا بكل لحظة بكل شئ جميل خسرناه
فالمشاعر في حياتنا مثل الشمعة المشتعلة بأنوار المحبة،تبعث إلى قلوبنا همسات من ساحل الحب..ولكن إذا ما احترقت شمعتنا بنيران الكلمة الجارحة ومرارة الاستهانة سنجدها يوما بعد يوم تذوب مهما ضغطنا على أنفسنا من اجل إبقاءها منيرة
والثقة تكون دائما نقية نقاء الماء الصافي وصافية صفاء لونه وريه للقلوب ولكنها متى ما ازدادت عن حدها أغرقتنا وسارت في مجرى بعيد الأمد،إن ذهب لن يعود ابدآ
والغيرة مثلما يسميها الجميع "نار" ولكنها قد تكون نار نوقدها على قليل من الحطب لتدفئ قلوبنا في ليالينا المجمدة ولكننا متى ما سمحنا لها أن تكبر مع مرور الأيام سنجد أنفسنا قد احرقنا بها وكتبنا على أنفسنا أن نعيش بقلب نيرانها على مدى أيامنا
الفرح نرسمه على جدران شفاهنا بلوحة من الابتسامة النقية،ولكن إن سمحنا لتلك الدموع السائلة من حزن يملا أعيننا أن تصل شفاهنا سنجدها قد قتلت تلك الابتسامة المولودة على شفاهنا ساعة ولادتها
حتى السعادة إن لم نستشعر ساعاتها أو دقائقها أو حتى ثوانيها بأيدينا وان لم نستنشقها بأنفاسنا سنجدها ذهبت مثل البرق ومرت مرور الكرام ورحلت قبل أن نتمتع بها
انتظري أيتها السعادة..لا ترحلي..سأمسكك بيدي وسأستنشق عطورك بأنفاسي وسأطيل بك الزمان وسأحفظك في قلبي في "صندوق الحياة" لأستعيدك في لحظات حزني كي تأخذي بيدي وتبثي إلى قلبي الأمل..ومهما انهمرت أمطار من الدموع على وجنتي سأبقى بانتظار أن ترسمي بتلك الأمطار على وجهي قوس قزح باختلاف ألوانه وحالاته وأنواره المشرقة

0 التعليقات:

 
لغة المشاعر © 2007 Template feito por Áurea R.C.