الحياة مدرسه تفتح أبوابها في
جميع فصول السنة،يدخلها الجميع منذ اللحظة الأولى التي تدب فيها الروح بهم
ولا يخرجون منها إلا إذا فارقتهم تلك الروح
البعض يتعلم منها الكثير،قد
يخطأ ويحصل على العلامات السيئة ولكنه سرعان ما يعوض ما فاته ويصلح خطأه ويرفع
علاماته بعد أن يبحث عن الجواب الصحيح عن كل ما أخطأ فيه
والبعض لا يتعلم منها شيئا،يخطأ
كثيرا فيصر على خطأه ويحصل على العلامات السيئة المرة تلو الأخرى من دون يفكر بأن
يبحث عن الجواب الصحيح لأنه يرى نفسه معصوم من الخطأ فيلجأ إلى الغش من كل القيم
السيئة كي يمشي في دروب الحياة من دون أي اعتبارات حتى لو اضطره ذلك إلى القوة
فتتملكه الكبرياء الكاذبة التي تعمل مثل شعرة ضعيفة قد تقطعها نسمات من الهواء
فتهوي به بعد فوات الأوان إلى بئر عميق في مدرسة الحياة اسمه "بئر
الندم"،قد لا يدركه إلا عند موعد مغادرته المدرسة
جميعنا نبدأ حياتنا الذاتية في
سرداب مظلم،نقف أمام سلم أدراجه فتغرينا تلك الدرجة الأخيرة من سلمه، تلك الدرجة
التي هي بمثابة بوابه للنور،ولكننا لا يمكننا وصولها إلا إذا اجتزنا كل أدراج
السلم بنجاح
البعض منا يبقى طوال حياته في
الأدراج البدائية من السلم لأنه عجز عن اجتياحها ونفذ صبره من صعوبة خطواتها وتعب
من بعد مسافاتها
والبعض اجتازها وصولا إلى
الدرجة العليا التي حلم بها بعد أن عبر على جمر الأيام وقوي على صعوبة الصعود
وارتفع على وهم الاستسلام وداس على سراب الهزيمة واستعان بصفاء المحبة كزاد يغذي
به رحلته وبالصدق الخلص النقي كماء يروي خطواته وبمتعة العطاء والقيم النبيلة
كرياح تدفع به إلى الأمام وتزيل من طريقه أي شوكة قد تخدش نقاء روحه
فلابد للرياح مهما طال الزمان
أن تأخذ معها ذلك السراب اللامع الذي غطى به البعض وجه كل القيم السيئة ليجملوها
بأعين الناس
ولابد أن يأتي يوم وتزيل نسمات
الهواء ذلك الغبار الذي غطى كل القيم النبيلة عندما تركها الناس ليغطيها غبار
الزمان، وفي حينها ستكشف للجميع حقيقة كل الوجوه وستنتزع الأزهار من التربة
المالحة لتزرع في التربة النقية التي ولدت منها
0 التعليقات:
إرسال تعليق