الاثنين، 16 أغسطس 2010

لآلئ سكنت الأعماق


العالم من حولنا ملئ بأشياء كثيرة،بعضها أشياء ثمينة لا يمكن أن تقدر بثمن،تسطر بكلمات تتوهج من نور،إن أحسسناها أرسلت إلى قلوبنا سهم طويل الأمد إن اخترق قلوبنا لن يغادرها ابدآ، وان لمسناها حاكت بأرواحنا خيوط من النبضات النبيلة كلما شربنا منها رغبنا بالمزيد،وبعضها أشياء رخيصة الثمن تمتص من دماء الناس نسيم الأحاسيس الواهب للقلوب قيمة الحياة بمعناها الحقيقي ويزرع بداخلها براعم مسمومة من حب الذات وتفتح ألف باب وهم منقوش بزخارف ملونة تلمع العيون وتمنعها من رؤية السواد الذي وراء الباب
في الزمان الماضي كانت كل الأشياء الثمينة مسكنها القلوب وتربتها في حدائق نابضة بالحياة وروحها رقيقة رقة روح الأزهار المانحة لكل ما حولها عطر ينير الأنفاس ويبث حب الحياة في الروح
في ذلك الزمان خسر كل شئ رخيص وكتمت أنفاسه بنبل القيم وهمسات لامعة على ساحل العطاء
أما في هذا الزمان ضعف قلب الإنسان الذي خلقه الله نابعا بالقوة وذبلت النفس البشرية التي خلقها الله نابضة بالحياة،حتى بات الجميع لا يفكرون سوى بال"أنا" ولا يرون غيرها،ذلك جعل كل شئ رخيص زائل لامعا بأعينهم حتى زرع فوق وجوههم قناع من السعادة الوهمية يحمل ملامح من الأنانية تقلب الموازين لتعزف أنغام من الطمع على وتر مبتور وتغطي كل شئ ثمين بالغبار الأسود الساكن فيها لتدفع باللآلئ الثمينة إلى الأعماق
إن نظرنا إلى العالم من على بعد مرتفع سنرى كل شئ صغير،كل شئ لا يساوي أن نخسر أنفسنا لأجله،سنجد كل شئ ما هو إلا بقايا ميراث قديم ورثناه من أجيال قبلنا أضاعوا أنفسهم لأجله فرحلوا ولم يأخذوا منه شئ وسيبقى ذلك الميراث مكانه إلى الأبد يشاهد مسرحية فاشلة من صراع الأجيال للفوز به ثم كالعادة يرحل الجميع ويبقى هو مكانه
ولكن إذا ما رحلنا إلى الأعماق سنجد في صميم الأعماق أنوار لامعة لأثمن اللآلئ من الطيبة والعطاء والتسامح والضمير وغيرهم الكثير،التي إن تمسكنا بها فسوف نأخذها معنا حتى إن رحلنا وستبقى أرواحها هائمة لتبث الحياة إلى كل من حولنا
 

0 التعليقات:

 
لغة المشاعر © 2007 Template feito por Áurea R.C.