في حياتنا قد تمر علينا لحظات
من الحزن تسطر على صفحات أيامنا اسطر من نار وتعزف دموعنا خلالها
سيمفونية من
الألم على أوتار الماضي ولحن الذكريات،في تلك الفترات وفي لحظات الحزن الجاري في
داخلنا مجرى لا انقطاع له تطير في أجواءنا همسات رقيقة ومعزوفات خافتة من الأمل
ولكننا لا نراها لان الألم في حينها يكون قد سكن قلوبنا وجعلها سجينة بلا
قيود،أسدل عليها ستار من ظلام الليل مانعا إشعاع الأمل الخافت من الوصول إليها
نعيش حياتنا بجميع فصولها ونرضى
بأحزانها كهمسات قاسية أرسلها القدر إلينا فننشغل بتلك الأحزان وننسى أن ننتبه إلى
طاقات الأمل المحيطة بسماء الحزن مثل بدر توسطها كي يبعث لتلك السماء السوداء
إشعاعات من الأنوار تزرع في كبدها سحر يتغنى به الشعراء
في شتاء أيامنا قد نذرف أمطار
من الدموع يمتد سيلها إلى قلوبنا ليملاءها بطوفان من الألم وقد نتألم من برد قارص
من الفراق يجعل أمان قلوبنا في قوالب من الثلج،ولكن ما إن نفتح نافذة عواطفنا حتى
تهب علينا رائحة المطر الباعثة بنسمات رقيقة من الأمل تجفف أمطار دموعنا السائلة
وتدخل إلى قلوبنا الدفئ المحمل بتطلعات للقاء الغالي البعيد
في ربيع أيامنا تتفتح في دروبنا
أزهار تلون حياتنا بألوان الحياة لتنير قلوبنا بأبهى الألوان الباعثة للدفئ
والمليئة بروح الإحساس
أزهار بيضاء نقية نقاء القلوب
الطيبة والروح الصادقة
أزهار حمراء نابعة بباقات من
الحب الذي يقيد حياتنا بقيود من حرير
أزهار وردية باعثة لقلوبنا وميض
من العالم الآخر،العالم الساحر الذي لا يسكنه سوى النقاء ولا تنبت به سوى ورود من
الحان الحب العذبة
قد تدمى أيدينا بأشواك نابتة
على أسوار تلك الأزهار ولكن سرعان ما نشفى بدواء العذوبة ورقة الإحساس الساكن قلوب
تلك الأزهار
في صيف أيامنا قد تكوى قلوبنا
بحرارة الفراق ونشعر وكأننا في قلب الصحراء وليس هناك احد بجانبنا سوى حرارة الجو
الحارقة ورمال متحركة تشاطرنا وحدتنا وترسم في قلوبنا لوحة من اليأس ولكن بالرغم
من ذلك فان الشمس تشرق كل يوم باعثة بإشعاعها خيوط ذهبية لامعة محملة بالأمل
والتطلع إلى عودة الطيور المهاجرة إلى موطنها الأصلي والى قلوب محبيها ولا زال
بإمكاننا بناء قصور رملية من الأمل على ساحل بحر التفاؤل الباعث بنسمات من الهواء
المحمل بعطور التسامح وبروح الاشتياق
في خريف أيامنا قد يتساقط
أحباءنا،أحيانا يتساقطون من قلوبنا وأحيانا يتساقطون من أعيننا تساقط أوراق الخريف
المصفرة وقد يحملهم الهواء بعيدا عنا إلى دنيا ثانية،قد نشعر بالوحدة، بالشوق
لرؤياهم،وقد نشعر بألو هجرهم وغدرهم الطاعن لقلوبنا، ولكن جذور الشجرة ما زالت
موجودة وبراعمها ما زالت تنبض بالحياة وما زالت قادرة على إنبات أوراق أخرى خضراء
نقية تشع بالأمل وتعد باستمرار الحياة
الأمل في حياتنا في أقسى لحظات
الحزن فيها قد يكون دمعة ساقطة في وسط البحر لو أردنا رؤيتها قد لا نراها ولكن إن
بحثنا عنها بإحساسنا وبنبض مشاعرنا سنشعر بها وسنتمسك بها أيا كان مكانها وان
شعرنا بها فسنراها حتما بأعيننا حتى إن لم نتيقن من وجودها
0 التعليقات:
إرسال تعليق